رب البيت
من هو رأس البيت؟ هذا السؤال البريء في ظاهره طالما سأله الزوجان، سيما بعد زواجهما مباشرة.
وهو سؤال يوجَّه عادة بلا ترو، ويقابل بلا ترو، وتُعطى عنه الإجابة بلا ترو.
من هو رأس البيت؟ هذا السؤال البريء في ظاهره طالما سأله الزوجان، سيما بعد زواجهما مباشرة.
وهو سؤال يوجَّه عادة بلا ترو، ويقابل بلا ترو، وتُعطى عنه الإجابة بلا ترو.
قال مرة زوج شاب شارد الفكر: زوجتي تهيء الطرق، وأنا أهيء الوسائل.
وقال زوج بحدة لزوجته: أنا هنا الرئيس، أليس كذلك؟ فقالت الزوجة: إن كان الرجل هو رأس البيت فالمرأة هي العنق التي تدير الرأس.
ولعل هنالك بعض الحكمة في هذه الكلمة الأخيرة، فيقيناً إن وراء كل رجل فاضل امرأة أفضل.
إن السؤال جوهري، ونتائجه خطيرة. لأنه كما يسير الرأس يسير البيت. .
إذا نام الراعي، أو أهمل، ضلت الخراف. إن كان أعمى يقود أعمى سقط الاثنان في حفرة. يتعذر على الكنيسة أن تتفوَّق على راعيها، ويتعذر على البيت أن يتفوق على رئيسه. فمن هو رأس بيتكم؟
لقد أوضح استفتاء أُجري بين ألف حالة زواج أن البيوت التي ترأسها الزوجة توفرت السعادة في 47٪ منها، والبيوت التي يرأسها الرجل توفرت السعادة في 61٪ منها، والبيوت التي اشترك الزوجان في قيادتها توفرت السعادة في 87٪ منها.
لعل هذه الأرقام تعطينا الإجابة. لكننا نود أن نقرر أن هنالك طريقة أفضل لم يتجه إليها الاستفتاء:
هي البيوت التي يكون فيها المسيح هو الرأس. هذه لن تفشل أبداً. إن أقل عدد يتكوَّن منه البيت المسيحي ليس اثنين بل ثلاثة، وهم الرب يسوع المسيح والزوج والزوجة. والمثل الأعلى للبيت المسيحي هو هذا: «أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ فَهُوَ ٱلرَّجُلُ» (1كو 11: 3).
وهكذا ترون أن الأمر الجوهري ليس هو أن تكون المرأة خاضعة للرجل، ولا أن يكون الرجل خاضعاً للمرأة، بل أن يكون الاثنان خاضعين للمسيح.
قبل أن يرتبطا بالزواج يجب أن يكونا مرتبطين بالمسيح، فإن الزوجة لا يمكنها الخضوع للزوج خضوعاً صحيحاً إلا إذ عرفت أن تخضع للمسيح أولاً. والزوج لا يمكنه أن يوجّه زوجته إلا إذا عرف كيف يوجّهه المسيح. إن نظام الله للبيت يجب أن يكون مؤسساً على طاعة الرجل للمسيح.
كثيراً ما شُبِّه البيت بسفينة تسير في بحر الحياة. في بعض الأحيان يكون البحر هادئاً، لكنه كثيراً ما تجتاحه العواصف. والعادة أننا نستطيع أن نواجه أعنف العواصف بهذه الطريقة أو غيرها. لكن العواصف في بعض الأحيان قد تكون عنيفة جداً تهدد السفينة بالغرق. والمشكلة هي: كيف نحفظ السفينة من الغرق؟
أتذكرون الوقت الذي كان التلاميذ فيه في البحر؟ لقد هبَّت عاصفة عاتية، وكانت الأمواج تخبط السفينة حتى كادت تغرق. وكان الليل مظلماً جداً. فماذا فعلوا؟ هل حاولوا أن يصدوا العاصفة بأيديهم؟ كلا؟ إنهم وإن لم يكونوا حكماء في معظم المناسبات، لكنهم كانوا في هذه المناسبة حكماء. فقد لجأوا إلى المسيح وألقوا عليه همهم. ولما فعلوا هذا صار هدوء عظيم (مر 4: 38 و39).
أيها الوالدان، ماذا تفعل سفينتكما الصغيرة في عواصف الحياة؟ هل ليلكما مظلم؟
هل الأمواج عالية؟ هل تجاهدان لإنقاذ السفينة؟ كُفا عن كل جهاد.
سلِّما القيادة للمسيح. دعوه يستلم الزمام، ثم انتظرا الهدوء.
تستطيعان الإستغناء عن أفضل الأثات، وعن وسائل الراحة الحديثة، وعن أفضل سيارة، لكنكما لن تستطيعا الاستغناء عن المسيح.
اجعلاه قائد سفينتكما وأنتما تعبران بحر هذه الحياة.
اجعلاه رئيس بيتكما.
صليا هكذا: يا يسوع يا مخلّصنا، استلم دفة حياتنا وسط البحر الهائج، فالأمواج تخبط السفينة، والصخور مختفية، لكن الإرشاد كله منك.